وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي … محمد بدر بن ناجي 2012/09/13 09:05 م

وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي … محمد بدر بن ناجي 2012/09/13 09:05 م

الوحدة الوطنية والحوار الوطني والجبهة الوطنية…مصطلحات تقر بوجود أزمة في مجتمنا الكويتي الصغير بحجمه والكبير بأفعاله وانجازاته..واذا لم نتدارك تلك الأزمة ونضع الكويت نصب اعيننا فسندخل في غيمة سوداء تحجبنا عن الاهتمام ببلدنا وتنميته وتطويره والمحافظة على مقدراته وخلق جيل قادر على استكمال الطريق الذي بدأه أجدادنا ممن ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الذي ننعم نحن الآن بخيراته..
الوحدة الوطنية وللأسف التي يتغنى بها البعض اليوم هنا وهناك ماهي الا مصطلح يدغدغون به مشاعر المواطنين، ولانه لا يوجد تعريف رسمي لمفهوم الوحدة الوطنية فلكل فرد أو جماعة تعريفه الخاص به حسب مفهومه أو «مصلحته» ان صح التعبير وخصوصا في هذه الفترة التي نمر بها. والضحية طبعا في كل وقت هو الوطن والمواطن.
ما يسمون بنواب الأغلبية أي (أغلبية اعضاء مجلس الأمة) اليوم خسروا الكثير ممن يتوافق أو يتفق مع أسلوبهم ونهجهم وطريقتهم في ادارة شؤون البلد واستخدام صلاحياتهم والاحتماء تحت حصاناتهم، وساحة الارادة خير دليل على ذلك، فعندما طرحوا قضايا وطنية تحارب الفساد والمفسدين خرجت أعداد كثيرة من المؤدين لهم، واليوم وبعد خروجهم عن الآداب العامة باستخداهم ألفاظ غريبة عن مجتمعنا والصراخ غير المبرر الذي يزعج بل ويدمر طبلات الأذن كشفوا مابداخلهم وخسروا العديد من قواعدهم الانتخابية..فماذا نقول ممن يتسبب بتعطيل جلسات مجلس الأمة أي لا يقومون بواجباتهم التشريعية والرقابية ويتقاضون رواتبهم ويتمتعون بحصانة ومميزات المجلس؟؟..وماذا نقول ممن يحتمون بمواد الدستور وهم لا يفقهون بمواده ولا يحترمونه بخرقهم القانون باجراء الانتخابات الفرعية..!! من جهة ويتعدون على صلاحيات سمو الأمير من جهة أخرى..وهناك الكثير من الأمثلة بخرقهم القانون وعدم برهم بقسمهم أمام الله سبحانه والشعب الكويتي.
نواب «الأغلبية» تعتبر من الممارسات الصحية في البلاد الديموقراطية لأنهم مؤتمنون على الدولة وحمايتها من عبث المفسدين وضعاف النفوس ولكن وللأسف ما نشهده هذه الفترة انحراف عن الدور المناط لأعضاء المعارضة أو «الأغلبية» حتى أصبحت أصواتهم عالية ونشازا لا تسر السامعين وما بقيناه عون أصبح اليوم فرعون وطغى البلاد…فاحترمونا نحترمكم.
ظهر مصطلح جديد آخر لنا وهو «الاغلبية الصامتة» أي ممن لاينتمون الى اليسار ولا اليمين ولا حتى الوسط وبكل بساطة هم ضد ممارسات مجلسي الأمة وأداء الحكومة وعبثهم بالدولة ومقدراتها…فمجلس الأمة والحكومة تقاعسوا عن أداء واجباتهم تجاه الكويت والكويتيين…واليوم ولله الحمد والمنة لدينا شباب كويتي واع ومثقف ومتخصص بمجالات عدة ومتابع للوضع السياسي ولديه من الوطنية والولاء لهذا البلد ما يؤهلهم للحفاظ عليه ومحاربة كل فاسد، ولدي قناعة بأن الانتخابات القادمة سيكون للشباب فيها وقفة جادة في اختيار خير من يمثلهم والحرص على سد كل باب لمنع وصول المتسلقين والمفسدين..فما نحتاجه من الحكومة اليوم هو الاهتمام بهؤلاء الشباب وتشجيعهم عبر اعطائهم دورا في ادارة شؤون البلد مع العمل على زيادة البرامج والحملات التوعوية والخاصة بحب الوطن والولاء له واحترام سيادة القانون بهدف زيادة جرعات الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والطائفية بين فئات المجتمع، فوحدتنا الوطنية هي خيارنا الوحيد للخروج من هذه الأزمة…قد يكون الحوار الوطني أحد الحلول في هذه الفترة ولكن فشل في لبنان الشقيق لسبب بسيط هو التمسك بالحزبية أو الفئوية والبعد عن الوطن..والوطنية حسب تعريف الثورة الهولندية هي «اظهار الحب للبلد من خلال الرغبة بالاصلاح والثورة».ولن تستقر أمورنا مالم تكن هناك رغبة صادقة في تغيير وتصحيح المسار..
جملة أعجبتني في كتاب «معالم تاريخ الانسانية» للأديب البريطاني هربرت جورج ولز يقول فيه «كل دين لا يسير مع المدنية اضرب به عرض الحائط، ولم أجد دينا يسير مع المدنية سوى دين الاسلام» ولعل خير ما أختم به مقالي هذا آية من سورة الحشر {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ}.